التفاسير

< >
عرض

فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ
٥
-الأعلى

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَجَعَلَهُ غُثَاءً } جافا هشيما يابسا مثل ما يحمله السيل.
*{ أَحْوَى } قال ابن عباس أسود بعد خضرة والكلاء إذا جف ويبس وأصابته الأمطار أسود وكان باليا وأحوى نعت غثاء أو مفعول ثان متعدد ويجوز أن يكون حالا من المرعى أي أخرجه أسود من شدة الخضرة والري، وقال ابن هشام في المسائل السفرية إن فسرنا بالأخضر كان حالا من المرعي أو بالأسود كان صفة لغثاء ومراده ما ذكر قال في المغني قول بعضهم أنه صفة لغثاء ليس بصحيح على إطلاقه بل إن فسر بالأسود من الجفاف واليبس وأما إن فسر بالأسود من شدة الخضرة لكثرة الري ما فسر
{ { مدهامتان } } فجعله صفة لغثاء كعجل فيما صفة لعوجا وإنما الواجب أنه حال من المرعى أخر لتناسب الفواصل انتهى.
والفاء للترتيب والتعقيب على أصلها والمعطوف عليه محذوف أي ومضت مدة فجعله غثاء أو بمعنى ثم وذلك أن الإخراج لا يعقبه الجمل غناء قاله ابن هشام لكنه قدر فمضت بالفاء واعترض بأن الإخراج لا يعقبه مضي المدة وأجيب بأن المدة شيء واحد إذا مضت بتمامها فقد عقبت مضى ذلك الشيء الإخراج وإن لم يحصل المضي بتمامه إلا في زمان طويل فلذلك صح أن يقال أنها للتعقيب بلا حذف والتعقيب في كل شيء بحسبه.