التفاسير

< >
عرض

عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ
٣
-الغاشية

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ عَامِلَةٌ } تعمل أمورا عظاما كجر السلاسل وخوضها في النار كخوض الإبل في الوحل وصعود من نار وهبوط في حدور منها وتتعب في ذلك تعبا عظيما كما قال.
*{ نَاصِبَةٌ } وحذف متعلقهما تعميما وتعظيما وقيل عملت في الدنيا أعمال السوء والتذت بها وتنعمت فهي في نصب منها في الآخرة وعن ابن عباس المراد عبدة الأصنام وكفار أهل الكتاب الذين كفروا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لعنهم الله من القسيسين والرهبان وأصحاب الصوامع فإنهم عملوا أعمالا من العبادة عظيمة لا تنفعهم لكفرهم بالنبي وكذا عبدة الأوثان اتعبوا أنفسهم لأوثانهم وتصدقوا بأموالهم وفعلوا أفعالا حسانا كالصدقة على المسكين ولا ينفعهم ذلك، وهؤلاء الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا وقيل المراد أصحاب الصوامع وقيل المراد كل من يختم له بالنار أعاذنا الله منها، وعنه صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد، وروي من عمل عملا ليس فيه أمرنا فهو رد أي مردود عليه ومعنى الروايتين واحد وقيل معنى الأولى الموحد المحدث في الدين ما ليس فيه ومعنى الآية المحدث موحدا أو مشركا، وقيل المراد بالعمل والنصب أنهم يسحبون في النار على وجوههم فينسحبون وقيل يكلفون ارتقاء جبل من حديد.