التفاسير

< >
عرض

لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ
٦
لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ
٧
-الغاشية

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ } نوع من الشوك لا ترعاه الإبل ولا غيرها من الدواب بخبثه وما خبيثه في النار كخبثه في الدنيا، وعنه صلى الله عليه وسلم شوك في النار، وعن الحسن وجماعة هو الزقوم وعن ابن عباس وغيره شبرق النار وقيل شوك من نار أمر من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من سائر النار وذلك الشوك في الدنيا يخرج لاصقا بالارض تسميه قريش الشبرق وإذا انتهى سموه الضريع وقيل يسمى الضريع إذا يبس ورقه في الصيف وينبت في الربيع وفيه ورق وتسميه العرب الشبرق حينئذ، قال أبو الدرداء إن الله يرسل على أهل النار الجوع حتى يعدل عنهم ما هم فيه من العذاب فيستغيثوا فيغاثوا بالضريع ثم يستغيثوا فيغاثوا بطعام ذي غصة فيخبروا بأنهم كانوا يسيغون الغصص في الدنيا بالمال فيستغيثوا ويعطشون الى ألف سنة ثم يسقون من العين الآنية شربة لا هنيئة ولا مرئة فإذا اذنوها من وجوههم سلخت جلدة وجوههم واشتوت وإذا وصلت بطونهم قطعتها وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم، ولما نزلت الآية قال المشركون إن إبلنا لتسمن على الضريع وهم كذبون فإن الإبل لا ترعاه إذا يبست وإنما سمي الضريع إذا يبست فأنزل جل جلاله.
*{ لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ } أو قال المشركون ذلك تعنتا وهبهم صدقوا فما ضريع الآخرة كضريع الدنيا وإنما هو ضريع لا يسمن ولا يشبع، فإن ذلك ليس من طعام الإنسان بل ينفر عنه وإنما هو طعام الدواب إذا يبس فالقوت به والسمن المقصودان بالأكل منتفيان عنهما ويحتمل أن يكون المراد نفي الطعام أصلا كما تقول ليس لزيد ظل الا الشمس تريد نفي الظل على التوكيد وليس له طعام الا التراب تريد أنه ليس عنده شيء من الطعام وأهل النار طبقات على قدر الذنوب فمنهم من من طعامه الزقوم ومنهم من طعامه الضريع ومنهم من طعامه غسلين أو هو شراب وجملة لا يسمن نعت ضريع وأجيز كونها نعتا لطعام ووصف اهل الجنة بقوله:{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ }.