التفاسير

< >
عرض

وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً
٢٢
-الفجر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَجَاءَ رَبُّكَ } أي أمره فذلك مجاز بالحذف أو المعنى أنه ظهرت آيات قدرته وأثار قهره فذلك تمثيل بما يظهر عند مجيء السلطان من أثار الهيبة والسياسة ما لا يظهر بحضور عساكره ووزرائه وخواصه جميعا ولذلك لم يقل أمر ربك بل اقتصر على لفظ ربك وزعم بعضهم أن المراد ظهوره بلا مجيء حتى يرى تعالى عن ذلك، وزعم بعض أن مجيئه يجيب الإيمان به وتركه على حاله بلا تكليف وهذا عمى بعد ظهور ضوئه.
*{ وَالمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } حالان تفيدان التكرير على حد قولك الأول فالأول بالعطف وبابا بابا بلا عطف أو حال واحدة على ما بسطته في النحو وليس في ذلك توكيد، تنزل ملائكة كل سماء صفا فالحال مقارنة أو تنزل فتصف فالحال مقدرة والصف دائر بصف الملائكة الآخرين من السماء الأخرى والإنس والجن في الوسط وليس في ذلك الجمع بين الحقيقة والمجاز فإن مجيء آيات ربنا لمجيء الملك حقيقة وإن فسر مجيئه بظهور آياته فكذا مجيء الملائكة ظهورهم وبالمجيء والإجتماع وأنما هو في مطلق الظهور والمراد بالملك الجنس وزعمت المشبهة أن مجيئه تعالى حقيقة وأنه يجيىء ويذهب كحلقة وأنه تحويه الأماكن وتخلوه الأماكن حاشاه عن ابن عباس
"عن عائشة رضي الله عنهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أشد الناس عذابا يوم القيامة قوما يضاهون الرب فقلت يا أبي وأمي كيف يضاهونه قال يشبهونه بخلقه" كما قالت اليهود لعنهم الله أنه على صورة آدم.