التفاسير

< >
عرض

ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
٢٨
-الفجر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِرْجِعِي إِلَى رَبِّكِ } إلى أمره وإرادته الموت، زعم بعض أن الآية تدل على خروج النفوس قبل الأرواح أو ثابت أو إلى جزائه وثوابه وقيل إلى صاحبك إرجعي إلى جسدك وهذا عند البعث وهو قول عكرمة وعطاء والضحاك ورواية عن ابن عباس قال عبد الله بن عمر إذا مات المؤمن أرسل الله اليه ملكين وأرسل اليه بتحفة من الجنة فقال اخرجي أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى روح وريحان ورب راض غير غضبان فتخرج كأطيب مسك والملك على أرجاء السماء يقال جاء من الأرض روح طيبة فلا تمر بباب إلا فتح ولا بملك إلا صلى عليها فتسجد لله ثم يقال لمكائيل إذهب بهذه النفس فاحبسها مع أنفس المؤمنين ثم يوسع عليه قبره سبعون ذراعا عرضه وسبعون ذراعا طوله فإن كان معه شيء من القرآن كفاه نورا وإلا جعل له نور كالشمس وينام كالعروس لا يوقضها إلا أحب أهلها وإذا توفي الكافر أرسل إليه ملكان فيلفان روحه في قطعة خشنة سيئة فيقال أيتها النفس الخبيثة اخرجي الى جهنم وعذاب أليم ورب عليك غضبان وفي الآية مدح عظيم لنفس المؤمن لتواضعه وهي الروح لا الأمارة بالسوء وقيل إن ذلك النداء في الدنيا أي ارجعي إلى طريق الآخرة أي زيدي في الخير وقيل عندما ينطلق بأهل الجنة إلى الجنة وبأهل النار إلى النار *{ رَاضِيَةً } بالثواب وقيل راضية عند الله بأحكامه في الدنيا.
*{ مَرْضِيَّةً } رضي عنها ربها بعملها وجوده وإنعامه وهو اسم مفعول أصله مرضوية قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء وقلبت الضمة كسرة وراضية ومرضية حالان.