التفاسير

< >
عرض

وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ
٣
-الفجر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَالشَّفْعِ وَالوَتْرِ } بفتح الواو وكسرها مع إسكان التاء لغتان قرئ بهما وحكى يونس عن أبي عمرو الوتر بفتح الواو وكسر التاء والكسر مع الإسكان قراءة حمزة والكسائي الشفع الخلق لأنهم مقرونون عددا وشبها وغير ذلك كما قال { ومن كل شيء خلقنا زوجين } والوتر الله بأنه الفرق لا شبيه له ولا ثاني حاشاه وهو مروي عن أبي سعيد الخدري.
وقيل الوتر الله لأنه واحد والخلق بأجمعه ثان فيه حصل الشفع وقيل الوتر الله والشفع الخلق وأفعالهم وأحوالهم كالإيمان والكفر والهدى والضلالة والسعادة والشقاوة والليل والنهار والأرض والسماء والشمس والقمر والبر والبحر والنور والظلمة والجن والإنس، وقيل المراد الأشياء كلها شفعها ووترها وقيل شفع الليالي المذكورة ووترها، وقيل الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة لأنه تاسع أيامها ويوم النحر عاشرها وهذا مروي عنه صلى الله عليه وسلم فإن صح لم يجز العدول عنه.
وعن عمران ابن حصين عنه صلى الله عليه وسلم
"المراد الصلاة بعضها شفع وبعضها وتر" وعن ابن عباس الشفع صلاة الفجر والوتر صلاة المغرب، وعن عبد الله ابن الزبير "الشفع النفر الأول والوتر النفر الثاني" وهذا مروي عنه صلى الله عليه وسلم أيضا وإنه فسره بقوله تعالى { { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } وقيل الشفع الأيام والليالي والوتر يوم القيامة لأنه لا ليلة معه، وقيل الشفع الجنات لأنها ثمان والوتر النيران لأنها سبع وقيل الشفع أوصاف المخلوقين المتضادة كالعز والدل والقدرة والعجز والقوة والضعف والغنى والفقر والعلم والجهل والبصر والأعمى والحياة والموت والوتر صفات الله المنفرد بها عز بلا ذل وقدرة بلا عجز وقوة بلا ضعف وغنى بلا فقر وعلم بلا جهل وحياة بلا موت.
وقيل العناصر والأفلاك والبروج وإنما خصص هؤلاء المخصصون ما رأوه أظهر دلالة على التوحيد وأظهر مدخلا في الدين وأظهر مناسبة لما قبل أو أكثر منفعة موجبة لعظيم شكر وكذا في قوله: { وَاللَّيْلِ }.