التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ
٤
-الفجر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَاللَّيْلِ } وهو تعميم الليالي بعد التخصيص وقيل ليلة الجمعة وقيل ليلة المزدلفة وقيل الفجر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتفجر أنوار الإيمان والطاعة والكونين منه والليالي العشر أصحابه العشرة وهذا لا يليق بالمذهب والشفع الفرض والسنة والوتر إخلاص الطاعة لله دون رؤيته غيره والليل هذه الأمة قال صلى الله عليه وسلم "رأيت ليلة أسري بي إلى السماء سوادا عظيما قد سد ما بين السماء والأرض فقلت ما هذا السواد يا جبريل فقال هذه أمتك ولك سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب لم نكلمهم الخطايا ولم يدنسوا بالدنيا لا يعرفون إلا الله سبحانه" فسموا ليلا كما عبر عنهم بلفظ السواد ولو كان السواد الجاعة العظيمة.
*{ إِذَا يَسْرِي } بإثبات الياء وصلا لكن تكتب في كتب المغاربة بالحمرة وتلك قراءة نافع وأبي عمرو وأثبتها في الوصل والوقف ابن كثير قيل ويعقوب ونافع يقف بحذفها وإسكان الراء وقرأ الباقون بحذفها ولو وصلا اكتفاء بالكسرة للتخفيف ومراعاة الفواصل وقرئ بتنوين الفجر والوتر ويسر تنوينا بدلا من حرف الإطلاق فما هو إلا نون تدخل الفعل والإسم ولو مقرونا بأل وليست بتنوين بخص الإسم وتسميتها تنوينا على المعنى المصدري أي إيجاد النون في الكلمة أو مجازا صوري لشبهه بالتنوين.
ويسري يمضي مدبرا ومقبلا وقيل المراد إدباره وقيد بوقت سراه لما في التعاقب من قوة الدلالة على كمال القدرة والنعمة أو المراد يسري الناس فيه فأسند السري اليه مجازا لأنه وقت تقع فيه السري كقولهم صام النهار وكقولهم في المكان صلى المقام وجواب القسم محذوف أي لتعذبن يا كفار أو لتعذبن يقدر بعد قوله حجر يدل عليه
{ ألم تر كيف فعل ربك بعاد } }. وجملة هل وما بعده معترضة للتوكيد أو يقدر قبل هذه الجملة، وقال ابن الأنباري الجواب { إن ربك لبالمرصاد } وقيل { { هل في ذلك قسم لذي حجر } على أن هل بمعنى إن وليس بشيء انتهى.