التفاسير

< >
عرض

فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ
١١
-البلد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَلاَ إقْتَحَمَ } لا جاوز *{ العَقَبَةَ } فسرها الله بعد وأصلها الطريق في الجبل واستعيرت لما هو أمر شديد وهو عصيان النفس المانعة من الفك وما بعده والشيطان والهوى والمراد أنه لم يشكر تلك النعم باقتحام العقبة فإن الإنفاق فيها هو الوجه المرضي دون الإنفاق رياء وسمعة أو إضرارا للمسلمين وعن ابن عمر أن العقبة جبل في جهنم وقيل عقبة شديدة فيها فاقتحموها بالطاعة وجهاد النفس وقيل الصراط يضرب على متن جهنم كحد السيف مسيرته ثلاثة آلاف سنة صعودا وهبوطا وشدد بعض الصحابة، فقال إن من قال هذا كافر وهو باطل والحق جوازه فإنه لا مانع من كون الصراط ذلك الجسر كما يطلق على دين الله وفي جنب ذلك الصراط كلاليب وخطاطيف كأنها أشواك السعدان فناج مسلم وناج مخدوش ومكردس في النار منكوس فمنهم المار كالبرق والمار كالريح العاصف والمار كالفارس والمار ساعيا والمار ماشيا والزاحف والزال والمكردس والإقتحام المجاوزة والدخول بشدة وإنما دخلت لا على ماض غير دعاء لأنها مكررة في المعنى لأن المعنى لا فك رقبة ولا أطعم مسكينا كما فسره عز وجل، وقال الزجاج حذفت لا أي فلا أقتحم العقبة ولا من يدل عليه ثم كان من الذين آمنوا لأن هذا العطف داخل في حيز النفي قال قال ابن هشام ولو صح لجاز لا أكل زيد وشرب وقال بعضهم لا دعائية دعا عليه أن لا يفعل خيرا وقال آخر تحضيض والأصل فألا ثم حذفت الهمزة وهو ضعيف انتهى.
ووجه الضعف أن الحذف تصريف في الحرب ويجوز أن يقال دخلت بلا تكرار لأنه بمعنى المضارع الإستمراري أي فلا يقتحم العقبة.