التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ
١٧
-البلد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا } عطف على اقتحم أو على فك أو أطعم على قراءة الفتح بثم التراخي الإيمان وتباعده في الرتبة والفضيلة عن العتق والصدقة لا في الوقت لأن الإيمان هو السابق المقدم على غيره ولا يثبت عمل صالح إلا به وإذا كان العطف على اقتحم فليس الإيمان داخل في اقتحام العقبة، وإذا كان على فك أو أطعم فداخل وقيل فك الرقبة فك نفسك من النار بالثوبة من الذنوب وهي الحرية الكبرى وعن بعضهم عقبتان أحدهما الذنوب وهي بين يديه كالجبل يجاوزها بالفك والإطعام وثانيتهما المعرفة فإنه لا يقدر أحد عليها إلا بحول الله وقوته على عتق نفسه عن الهوى { { أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة } العدل والإنصاف فاليتيم القلب طعامه الوفاء قريب عند الله والمسكين العارف الحزين ذا متربة عند الخلق أو ثم لمجرد ترتيب الذكرى بلا تراخ.
*{ وَتَوَاصَوْا } أوصى بعضهم بعضا { بِالصَّبْرِ } على الطاعة وترك المعصية وعلى الإيمان والثبات عليه والمصائب *{ وَتَوَاصَوْا بِالمَرْحَمَةِ } مصدر ميمي أي بالرحمة أي بالتراحم فيما بينهم ورحمة عباد الله شفقة وتعظيم لأمر الله بها وفي التراحم قوام الناس ولو لم يتراحموا لهلكوا جميعا وعن ابن عباس كل ما يؤدي إلى رحمة الله فالمعنى وتواصوا بموجبات رحمة الله.