التفاسير

< >
عرض

لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ
٤
-البلد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ } الجنس *{ فِي كَبَدٍ } فيتعب من مصائب الدنيا وشدائد الآخرة وفي ذلك تثبيت له صلى الله عليه وسلم على احتمال أذى أهل مكة وعن ابن عباس في خلقه وحمله وإرضاعه وفصاله ومعاشه وحياته وموته وأصل الكبد الشدة قيل لم يخلق الله تعالى خلقا بكيد ابن آدم ومع ذلك فهو أعنف الخلق.
وعن ابن عباس أيضا الكبد الإستواء والإستقامة لا معوجا ومنكبا وقيل منتصبا رأسه في بطن أمه وإذا رقدت رفع الملك رأسه ولولاه لغرق في الدم وإذا أراد الله خروجه انقلب رأسه إلى أسفل وقيل في كبد في قوة نزلت في أبى الأشد ابن كلدة ابن جمح وكان شديدا قويا يضع الأديم العكاضي تحت قدميه ويقول من أزاله من تحتي فله كذا وكذا فلا يطاق نزعه إلا قطعا ويبقى من ذلك الأديم بقدر موضع قدميه وربما جيده عشرة رجال فلا يزال كذلك، وعن بعض أن الكبد أصله من قولك كبد الرجل كبدا فهو أكبد إذا وجعته كبده وانتفخت فاتسعت فيه حتى استعمل في كل تعب ومشقة.