التفاسير

< >
عرض

فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
٨
-الشمس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } أفهمها إياهما وعرفها أن الفجور قبيح والتقوى حسنة ومكنه من اختيار ما شاء وعن ابن عباس بين لها الخير والشر وقيل يسر لها ما سبق لها في الأزل توفيقا وخذلانا، قال جابر ابن عبد الله "جاء سراقة بن مالك بن جشعهم فقال يا رسول الله بين لنا ديننا فيم العمل بما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أو بشيء لم تجر به فقال بما جفت به الأقلام وجرت به المقادير" قال ففيم العمل إذا قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له وجاءه رجلان من مزينة فقالا ذلك فقال شيء قضى عليهم وتصديق ذلك في كتاب الله { وَنَفْسْ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } وقال ذلك عمران بن الحصين لأبى الأسود فقال أبو الأسود شيء قضى عليهم فقال عمران أفلا يكون ظلما قال أبو الأسود ففزعت فزعا شديدا فقلت كل شيء ملك له وخلق لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون فقال عمران رحمك الله إنما قلت ذلك اختبارا لعقلك فذكر له عمران حديث المزنيين وإن قلت إذا جعلنا ما اسما لله لازم تكرير القسم به تعالى قلت لا ضير فإن ذلك تأكيد ولا سيما أن التكرير لإختلاف الصفات تنبيها بها وهي البناء والطحو والتسوية مع الإلهام ويزيد التكرير أيضا إذا قدرنا ورب السماء ورب الأرض ورب نفس ولا ضير في قولك ورب السماء والذي بناها وهو الله فإن قولك ورب السماء قسم بالله من حيث أنها ملكه وقولك والذي بناها قسم به من حيث أنه خلقها ومن لم يفهم توهم منع ذلك وأخر التقوى للفاصلة.