التفاسير

< >
عرض

قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا
٩
-الشمس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } طهرها بالعلم والعمل وأنماها وفاعل زكى عائد إلى من والمفعول عائد الى النفس أي أفلح من زكى نفسه وذلك تفسير الحسن، وقال ابن عباس فيما ذكره الثعالبي فاعل زكى الله، وقال جار الله الضمير لمن وأما قول من قال الضمير في زكى ودسى لله تعالى وأن التأنيث راجع إلى من لأنه في معنى النفس فمن تمكيس القدرية الذين يوزعون على الله أقدارا هو منه بريء ومتعال عنه فيما زعموا وهو تقديره المعصية انتهى ملخصا.
والظاهر أن هذا الإعراب جائز لا يلزم منه ما زعمت القدرية والجملة جواب القسم وحذفت اللام للطول أي لقد أفلح، وقال جار الله إنها وما بعدها كلام تابع لقوله
{ { فألهمها فجورها وتقواها } على سبيل الإستطراد وليس من جواب القسم في شيء وإن الجواب محذوف تقديره ليدمدم الله عليهم أي على أهل مكة لتكذيبهم رسوله صلى الله عليه وسلم كما دمدم على ثمود في تكذيبهم صالحا وقيل الجواب كذبت ثمود والصحيح الأول وعليه ابن هشام وكأنه لما أراد بقوله { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } الحث على تكميل النفوس والمبالغة في الحث أقسم عليه بما يدلهم على العام بوجود الصانع ووجوب ذاته وكمال صفاته الذي هو أقصى درجات القوة النظرية ويذكرهم عظيم آلائه ليحملهم على الإستغراق في شكر نعمائه الذي هو منتهى كمالات القوة العملية قاله القاضي.