التفاسير

< >
عرض

وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ
٢
-الليل

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى } تكشف وظهر بطلوع الشمس فإن النهار هو نفس ذلك الزمان لا الشمس ولا طلوعها أقسم به لأنه منتشر الخلق في طلب الرزق وغيره وإذا مثلها في السورة قبلها قال ابن هشام ومما خرجت فيه إذا عن الشرط ما وقعت فيه بعد القسم نحو { { والليل إذا يغشى } } { { والنجم إذا هوى } إذ لو كانت شرطية لكان ما قبلها جوابا أي في المعنى دليل الجواب كما في قولك آتيك إذا أتيتني فيكون التقدير إذا يغشى الليل وإذا هوى النجم أقسمت وهذا ممتنع لوجهين أحدهما أن القسم الإنشائي لا يقبل التعليق لأن الإنشاء إيقاع والمعلق يحتمل الوقوع وعدمه فأما إن جاءني فوالله لأكرمنه فالجواب في المعنى الفعل الإكرام لأنه المسبب عن الشرط وإنما دخل القسم بينهما لمجرد التوكيد ولا يمكن إدعاء مثل ذلك هنا لأن جواب والليل ثابت دائما وجواب والنجم ماض مستمر الإنتفاء فلا يمكن تسببهما عن أمر مستقبل وهو فعل الشرط والثاني أن الجواب خبري فلا يدل عليه الإنشاء لتباين حقيقتهما انتهى.