التفاسير

< >
عرض

وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ
٤
-الضحى

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَللآخِرَةُ } اللام لام الإبتداء *{ خَيْرٌ لَكَ } لإشتماله على الجنة والثواب *{ مِنَ الأُولَى } الدنيا عن ابن عباس رأى صلى الله عليه وسلم ما يفتح لأمته من بعده فسر بذلك فنزلت أي الذي أعطاك ربك في الآخرة أعظم مما أعطاك في الدنيا. وعن ابن مسعود عنه صلى الله عليه وسلم "أنا أهل البيت أختار لنا الله لنا الآخرة على الدنيا وهي باقية خالصة عن الشوائب والدنيا فانية مشوبة بالمضار" ووجه الإتصال بذلك بقوله { { ما ودعك ربك وما قلى } أن ما ودعك ربك وما قلى نفي للتوديع والبغض وفي نفيهما مواصلة الوحي والمحبة ولا نعمة أعظم من مواصلتهما فأخبره أن ما أعده له في الآخرة من السبق والتقدم على الأنبياء والرسل وشهادة أمته على الأمم ورفع درجات المؤمنين وإعلاء مراتبهم بشفاعته وغير ذلك أفضل من تلك النعمة ويجوز أن يراد بالآخرة والأولى ما ينتهي إليه أمره في الدنيا خير من أوله فإنه صلى الله عليه وسلم ما زال يتصاعد في الرفعة والكمال، وعن عبدالله بن عمرو بن العاصي أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قوله عز وجل في ابراهيم رب انهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني وقوله في عيسى إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم فرفع يديه وقال اللّهم أمتي اللّهم أمتي وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد وسأله ما يبكيه وهو أعلم بما يبكيه فأتاه فسأله فأخبره أنه يبكي على أمته فقال له قل سيرضيك في أمتك ولا يسوءك فيهم فذلك قوله جل وعلا { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى }.