التفاسير

< >
عرض

وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ
٧
-الضحى

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَوَجَدَكَ ضَالاًّ } عاريا عن تفاصيل الشريعة وعلم الحكم والأحكام كقوله { ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان } أي تفاصيل الإيمان وقوله { { نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلي } } *{ فَهَدَى } أي هداك وأوصلك إلى علم ذلك بالوحي والتوفيق والإلهام وذلك هو الصحيح وقال عياض عن الجنيد وجدك متحيرا في بيان ما أنزل اليك فهداك لبيانه لقوله سبحانه { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس } وقيل وجدك متحيرا لا تدري ما تتقرب به إلى الله بعد الإيمان فهداك إلى ما أنت عليه الآن وقيل وجدك لا تدري من أنت فعرفك نفسك وحالك، وقيل وجدك في أهل الضلال أي ناشئا فيهم فعصمك ولم تعتقد اعتقادهم ولم تعص عصيانهم وقيل وجدك خامل الذكر لا يعرفك الناس فهداهم إليك وإلى نفسه بك وقال الثعلبي قال بعض المتكلمين إذا وجدت العرب شجرة مفردة في فلاة سموها ضالة لأنها يهتدي به الضال إلى الطريق أي وجدتك وحيدا لا نبي معك فهديت بك الخلق إلي.
وعن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم ضل في شعاب مكة وهو صغير فرأه أبو جهل منصرفا من فنائه فرده عند جده عبد المطلب، وقال سعيد بن المسيب خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب في قافلة ميسرة غلام خديجة فبينما هو راكب ذات ليلة جاء إبليس فأخذ بزمام ناقته فعدل به عن الطريق فجاء جبريل عليه السلام فنفخ على إبليس نفخة وقع منها إلى الحبشة ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناقة وقيل ضل عند حليمة عند باب مكة حين فطمته وجاءت لترده على عبد المطلب أو على أبي طالب أو قيل باب مكة بكثير، ومن زعم أنه ضل على الحق وكان على ملة قومه قبل النبوة ثم هداه الله للإسلام فقد كفر فإن الأنبياء معصومون عن الكبائر قبل البلوغ وبعده وقبل النبوة وبعدها أعني لا يفعلون ما يكون كبيرة في حق البالغ المكلف
{ { ما ضل صاحبكم وما غوى } ومعصومون عن الصغائر والقبائح فكيف يشركون ولو كان ذلك فيه لعابه المشركون به فإنهم حرصوا على ما يعيبونه به وقد تواتر أن الله شرح صدره وهو طفل شقه وأخرجت منه علقة وقال جبريل هذا حظ الشيطان منك وملأه حكمة وإيمانا أي هذا ما يفعل بك الشيطان من الوسواس والإغواء لمؤاثر فيك وقد استحلفه رجل في الشام باللات والعزى فقال لا أحلف بهما وإني لأمر عنهما فأعرض خذ ما تدعيه ورثت فيه علامة النبوة وهو صغير وعن عياض لا أعلم أحدا قال ضالا عن الإيمان.
وعن ابن عطاء الله ضالا محبا لمعرفتي والضال المحب كما قال تعالى
{ { وإنك لفي ضلالك القديم } أي محبتك القديمة انتهى.