التفاسير

< >
عرض

وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرْغَبْ
٨
-الشرح

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ } لا الى غيره ولا تسال إلا فضله متوكلا عليه فغيره لا يضر ولا ينفع وتضرع اليه لا الى غيره، وعن أبي الدرداء من ادمن قرع الباب يوشك أن يفتح له يعني الدعاء والمشهور عندنا أنه لا يدعي في المفروضة إلا بعد التشهد بما في القران أو نحوه ولا يجوز قبله ولو بما في القران واجاز بعض فقهائنا الدعاء فيها مطلقا الحديث ثبت ولو عندنا أنه صلى الله عليه وسلم إذا مر بآية رحمه أو عذاب وينزه إذا مر بآية تنزيه وذلك في الصلاة وكره بعضهم ذلك ويجوز في النافلة بما في القرآن أو نحوه وقيل بعد التشهد وكره بعضهم ذلك ايضا ولم يكره المخالفون ذلك قال في القواعد وليدع أي المصلي بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن عباس رضي الله عنه أنه "كان يدعو به إذا فرغ من صلاة الوتر وهو اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها شملي أي حوائجي وتلم بها شعثي أي ما تفرق من أمري وترد بها إلفي أي ما والفت وتحفظ بها غائبي وترفع بها شاهدي بتشديد الياء أي الذين يشهدون عملي من الملائكة وتزكي بها عملي وتبيض بها وجهي وتلهمني بها رشدي وتعصمني بها من كل سوء اللّهم إني أسألك إيمانا صادقا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة اللّهم إني أسألك الفوز عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنصرة على الأعداء ومرافقة الأنبياء اللهم إن قصر عملي وضعف رأي وافتقرت إلى رحمتك فإني أسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور كما تجير تذاته تحذف أي تصقر بين البحور أن تجرني من عذاب السعير ومن دعوة الثبور أي الهلاك ومن فتنة القبور اللهم ما قصر عنه عملي ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدا من خلقك أو أنت معطيه أحدا من عبادك فإنى أسألك وأرغب إليك فيه برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللّهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللّهم يا ذا الأمر الرشيد والحبل الشديد أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود أي المشاهدين لجلال الله أو الحاضرين في الجنة الفائقين فيها الركع السجود الموفين بالعهود إنك رحيم ودود وأنت تفعل ما تريد اللهم مني الدعاء وعليك الإجابة وهذا الجهد أي هذا ما أطقته وأتعبني وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك اللّهم اجعل لي نورا في قلبي ونورا في قبري ونورا في بصري ونورا في لحمي ونورا في عظمي ونورا في دمي ونورا بين يدي ونورا من أمامي ونورا من ورائي ونورا عن يميني ونورا عن شمالي ونورا من فوقي ونورا من تحتي اللّهم زدني نورا واعطيني نورا في الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين"
. وقرئ فرغب بتشديد الغين أي رغب الناس إلى طلب ما عنده.
اللهم ببركة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبركة السورة اخز النصارى واهنهم واكسر شوكتهم وغلب المسلمين والمحدين عليهم صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم كثيرا.