التفاسير

< >
عرض

وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ
١
-التين

هميان الزاد إلى دار المعاد

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } المأكولين، قال ابن عباس والكلبي هما تينكم هذا وزيتونكم هذا أقسم الله بهما لأنهما عجيبان من بين أصناف الأشجار المثمرة التين لحلاوته وادخاره طعاما كالتمر والزيتون لخروج الزيت منه ويأكلونه
"وأهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طبق فيه تين فأكل منه فقال لأصحابه كلوا فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه لأن فاكهة الجنة بلا عجم فكلوها فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس" وهو ورم ووجع في مفاصل الكعبين وأصابع الرجلين.
ومر معاذ بن جبل بشجرة الزيتون فأخذ منها قظيبا واستاك به وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
"نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة يطيب الفم ويذهب بالحفرة" وهي حفرة الأسنان، وسمعته يقول "هي سواكي وسواك الأنبياء قبلي وهو فاكهة وإدام ودواء ونور في الظلمة من شجرة مباركة وله دهن لطيف كثير المنافع" وقد تنبت حيث لا دهنية فيه كالجبال.
والتين فاكهة طيبة لا فضلة له وغذاء لطيف سريع الهضم ودواء كثير النفع فإنه يلين الطبع ويفتح سداد الكبد والطحان ويسمن البدن ويقلل البلغم، ويثبتان في الأرض مدة طويلة ولا سيما الزيتون فإنه يثبت الوفا ولا يحتاج إلى خدمة وتربية وقيل جبلان من أرض المقدسة فالتين الجبل الذي عليه ودمشق والزيتون الذي عليه بيت المقدس واسمهما بالسريانية طور سيناء وطور زيتاء لأنهما ينبتان سيناء وهو التين بالسريانية وزيتاء وهي الزيت، وقال السهيلي طور تيناء بالمثناة أولى وروي التفسير بالجبلين، عن ابن عباس وقيل والتين جبل بين حلوان وهمدان والزيتون جبل بالشام لأنهما منابتهما كأنه قيل ومنابت التين والزيتون وقيل التين مسجد دمشق والزيتون بيت المقدس أقسم بهما لأنهما موضع الطاعة، وقيل التين دمشق والزيتون بلد المقدس وعن السهيلي جبلان عند بيت المقدس، وقيل التين مسجد أصحاب الكهف والزيتون مسجد إيليا وقيل التين مسجد نوح عليه السلام بناه على الجودي والزيتون بيت المقدس.