التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
٦
-التين

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } غير مقطوع أو غير ممنون عليه المن المضر وهو من الإنسان على غيره لأجل ما أعطاه والإستثناء متصل وإن فسرنا رده أسفل سافلين بإزالة حسن صورته بالكبر بأن قوس ظهره وابيض شعره وهزل جلده وكل سمعه وبصره وتغير كل شيء منه وكان مشيه كمشية المقيد وصوته ضعيفا مخلطا وقوته ضعفا وذكاء فؤاده خرفا فالإستثناء منقطع أي لكن الذين كانوا صالحين وهرموا فلهم ثواب دائم على طاعتهم وصبرهم على الهرم والمشاق والقيام بالعبادة على تثاقل نهوضهم فيكون المراد بالإنسان أولا الكافر، روي أنه إذا ضعف المؤمن عما كان يعمل في شبابه من العبادة كتب الله له أجرا قوى ما كان يعمل وعنه صلى الله عليه وسلم "إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما" وعن ابن عباس رد الله نفرا إلى أرذل العمر بالهرم والمرض وانقطعوا عن الجهاد وأعمال البر فأنزل الله عذرهم بهذه الآية وأخبر أن لهم مثل ما كان قبل ذهاب عقولهم أو قواهم واللفظ يعم غيرهم ممن كان مثلهم فهم سواء.
وعن عكرمة ما يضر هذا الشيخ كبره إذا ختم الله له بأحسن ما كان يعمل، وعن أنس عنه صلى الله عليه وسلم
"إذا بلغ المؤمن خمسين سنة خفف الله حسابه وإذا بلغ ستين رزقه الله لا نابة إليه وإذا بلغ سبعين أحبه أهل السماء وإذا بلغ ثمانين كتبت حسناته وتجاوز الله عن سيئاته وإذا بلغ تسعين غفرت ذنوبه وشفع في أهل بيته وكان أسير الله في أرضه فإذا بلغ مائة ولم يعمل شيئا كتب له مثل ما كان يعمل في صحته ولم تكتب عليه سيئة" ، وعن الضحاك معنى { أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } أجر بغير عمل، وعن ابن عباس المراد إلا الذين قرأوا القرآن ومن قرأ القرآن لا يرد إلى أرذل العمر.