التفاسير

< >
عرض

عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ
١٠
-العلق

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ عَبْداً } هو النبي صلى الله عليه وسلم وفي ذلك التفات من الخطاب للغيبة بالتعبير بظاهر منكر مقام الضمير لأن في تنكيره مبالغة في تقبيح النهي والدلالة على كمال عبودية المنهي وفي رواية أنه لما قالوا نعم يعفر وجهه بحضرتنا قال واللات والعزى لإن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته ولا لأعفرن وجهه في التراب إلى تمام ما مر وهي رواية جار الله فيما يظهر لي حيث كنى عن الصنمين بقوله فوالذي حلف به حكاية لقوله واللات والعزى.
قال صلى الله عليه وسلم
"لو دنا مني لأختطفته الملائكة عضوا عضوا" ، وفي رواية قال لإن رأيته يصلي عند البيت لأطأن على عنقه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لو فعل لأخذته الملائكة عيانا" .
*{ إِذَا صَلَّى } أي تعجب من هذا الذي ينهى عبدا إذا صلى لله ويأمر بعبادة الصنم وكذا أرأيت في الموضعين الآيتين للتعجيب وقيل المراد بالعبد الجنس وعن الحسن الناهي أمية بن خلف والعبد سلمان وكان من نهى عن الصلاة غيره فهو كأمية وأبي جهل إلا ما ورد الشرع به كنهي الحائض والنفساء عن الصلاة والنهي عن الصلاة في الدار المغصوبة وعن الصلاة في الأوقات التي لا يصلي فيها وكالإجازة للمولى أن يمنع عبده من النافلة وللزوج أن يمنع زوجه منها لمصلحة وزعم بعضهم أنه لا خلاف أن الناهي أبو جهل وليس كذلك للخلاف المذكور إلا أن يقال المراد أنه لم يقل أحد أن الذي ينهى عبدا أريد به جنس الإنسان.