التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ
١٤
-العلق

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللهَ يَرَى } يعلم ما يصدر منه ومن غيره ولا يخفى عنه شيء فهو يجازيه والجملة دليل جواب إن هذه أي كذب وتولى فإن الله عالم به أو والله مجازيه لا جواب وإلا اقترنت بالفاء بأن يقال أفلم يعلم بتقديم الهمزة ويجوز تقديره أفلم يعلم كما يقال إن أكرمتك أفتكرمني.
وفي قوله { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللهَ يَرَى } ما يثير الهمم الراكدة ويسيل العيون الجامدة ويبعث على الحياة والمراقبة، قال الغزالي أعلم إن الله مطلع على ضميرك ومشرف على ظاهرك وباطنك فتأدب أيها المسكين ظاهرا وباطنا بين يديه سبحانه واجتنب أن لا يراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك ولا تدع عنك التفكير في قرب الأجل وحلول الموت القاطع للأمل وخروج الأمر من الإختيار وحصول الحسرة والندامة بطول الإغترار ولعله ذكر الأمر بالتقوى ثانيا ولم يذكره أولا إذ لم يقل
{ { إذا صلى } أو { { أمر بالتقوى } لأن النهي كان عن الصلاة والأمر بالتقوى فاختصر عل ذكر الصلاة لأنه دعوة بالفعل أو لأن نهي العبد إذا صلى يحتمل أن يكون للصلاة ولغيرها وعامة أحوالها محصورة في تكميل نفسه للعبادة وغيرها بالدعوة.