التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ
٤
-العلق

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ الَّذِي عَلَّمَ } أي الخط وقرأ به ابن الزبير *{ بِالْقَلَمِ } لا تحيط قوة البشر بمنافع الكتابة فإن بالكتابة تعلم الأمر الغائب عنك في بعد وتعلم ما في القلب بها بلا نطق كما يعلم باللسان فالقلم أحد اللسانين وبالقلم دونت الكتب والحكم وأخبار السلف ومقالاتهم وكتب الله والحاصل أن بالقلم استقامة أمور الدين والدنيا.
وسئل بعضهم عن الكلام فقال ريح لا يستقر قيل فما قيده قال الكتابة لأن القلم ينوب على اللسان واللسان لا ينوب عنه، قال بعضهم في صفة القلم:

ورواقم رقش كمثل أراقم قطف الخطأ نياله أقصى المدى
سود القوائم ما يحد مسيرها إلا إذا لفت بها بيض المدى

والرقش الحية أنثى والأرقم والغفلة عن تقييد العلم بالقلم خطأ لعروض النسيان وفي الحديث قيدوا العلم بالكتابة.
وشكى اليه صلى الله عليه وسلم النسيان رجل فقال استعمل يدك أي اكتب. قال الخليل بن أحمد اجعل ما في الكتب رأس المال وما في القلب النفقة قيل العلم شارد عن الذهن فاجعل الكتب عنه حماة والأقلام رعاه، وقد فسر ابن عباس الإثارة بالخط في أوثاره من علم وبه فسر مجاهد الحكمة في ومن يؤت الحكمة قال حكيم الروم الخط هندسة روحانية وإن ظهرت بآلة جسادنية وحكيم العرب الخط أصيل في الروح وإن ظهر بحواش الجسد وأول من كتب ادريس وقيل آدم كتب كتابات كلها قبل موته بثلاثمائة سنة في طين ثم طبخه ولما غرقت الأرض في زمان نوح بقيت الكتابة فأصاب كل قوم كتابتهم وبقيت الكتابة العربية فأصابها اسماعيل وتعلمها وهو أول من كتب بالعربية بعد آدم وقيل لم يسبقه في كتابة العرب آدم ولا غيره.
وعن عروة بن الزبير أول من كتب قوم من الأوائل أسمائهم أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ظغش وكانوا ملوك مدين، وقال ابن قتيبة أول من كتب بالعربية مرار بن مروة من أهل الأنبار ومن أهل الأنبار انتشرت وقيل أول من وضع الصور مرار وأول من فصل ووصل أسلم بن سدرة وأول من وضع الأعجام عامر بن خدرة والله أعلم.