التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ
٦
أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ
٧
-العلق

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ كَلآَّ } ردع الطاغي عن الطغيان لدلالة السياق عليه وقيل بمعنى حقا والبسط على ذلك في حاشيتي على الشذور وشرحه.
*{ إِنَّ الإِنسَانَ } الجنس والحكم على المجموع لا الجميع فلا يرد علينا من لا يطغى كالأنبياء، قال بعضهم لقد قصر علم عبد زويت عنه الدنيا ثم لم يعلم أن ذلك نظر من الله وقصر علم عبد بسطت له الدنيا فلم يخش أن يكون ذلك مكرا من الله تعالى يمكر به والله ما بسط الله الدنيا لعبد إلا طغى كائنا ما كان لقوله تعالى { إِنَّ الإِنسَانَ } *{ لَيَطْغَى أَن رَّءَاهُ اسْتَغْنَى } بالمال والطغيان مجاوزة حد الله وقيل المراد زيادته في مطعمه ومشربه وملبسه ومركبه وقيل الإنسان أبو جهل طغى لغناه وكثرة من يخشى ناديه فناصب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهاه عن الصلاة في المسجد وقال لإن رأيت محمدا يسجد عند الكعبة لأطأن على عنقه فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم وانتهره فقال أبو جهل أتهددني أنا والله إي لأكثر أهل الوادي ناديا فنزلت الآية، وقيل كان إذا أصاب مالا زاد في ثيابه ومركبه وطعامه وأن مصدرية داخلة على الماضي ولام التعليل مقدرة قبلها والضمير المستتر في رأي والهاء راجعان إلى الإنسان وصح عمل عامل واحد في ضميرين متصلين للمسمى واحد لأن العامل من أفعال القلوب لأن الرؤية علمية مفعولها الهاء وجملة استغنى وذلك جائز في أفعال القلوب وفقد وعدم واختلف في الرؤية الحلمية أي لأن رأى نفسه استغنى أي لرؤيته نفسه استغنى ولم يمد قنبل همزة رأه بالألف بل أسقط الألف.