التفاسير

< >
عرض

سَلاَمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ
٥
-القدر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ سَلاَمٌ هِيَ } سلام بمعنى سلامة خير مقدم للحصر اى ما هي الا سلامة لا يقدر الله فيها الا الخير اي هي ذات سلامة او امرها سلامة أو يقضي في غيرها خيرا وشرا او السلام بمعنى التحية جعلت هي بنفسها اسلاما لكثرته فيها فان الملائكة لا يلقون فيها مؤمنا ولا مؤمنة الا سلموا عليه وعليه الكلبي وعن الشعبي يسلمون على اهل المساجد للغروب للطلوع وقيل من السلامة اي هي سالمة من ان يعمل فيها الشيطان نسوءا.
*{ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } مصدر ميمي اي طلوعه او سم مكان اي زمان طلوعه وانما استوى لان المضارع مضموم العين وقرأ الكسائي بكسر اللام زمانا او مصدرا على غير قياس وروي الكسر ايضا عن ابي عمرو وبسطت ذلك في شرح اللامية فائدة اذا وقفت على نحو الفجر والصبر والقدر والشهر بالاسكان مع عدم النقل وفخمت الراء وجاز ترقيقها نظرا لحالها قبل الوقف وهو الكسر وان وقفت بالنقل جاز ترقيقها نظرا لحالها ايضا قبل الوقف وإذا وقف بالإشمام رققت أو فخمت لكن الترقيق فيه الأقوى منه في الإسكان والنقل وإن وقفت بالروم وجب الترقيق ولا ترقق إذا لم تكن قبل الوقف مكسورة إلا إن كان موجب الترقيق قبلها كالكسرة اللازمة وإنما رققت في نحو { حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } إذا وقف عليه بالنقل بأن كسرت الجيم وسكنت الراء نظرا لحالة الراء قبل الوقف والتقدم الكسرة عليها ولو عرضت لأنها حركة الراء قبل النقل كانتقالها لما قبلها لا يجعلها كسائر الكسرات العارضة بل هي أصل تقدم عن موضعه فإما أن يراعى الحالة الموجود فترقق الراء وإما أن يراعى الحال الأصلي وهو كون الراء مكسورة قبل النقل فترقق أيضا، وأما قول شارح ابن بري أن الراء تفخم للجميع إذا كسرت ثم وقف عليها بالسكون ولم تكن قبلها علة ترققها نحو القدر والفجر فمراده به الوقف بالإسكان بلا نقل بأن نسكن الراء وتبقى الجيم على سكونها لجواز التقاء ساكنين في الوقف عند كثير بدليل أنه عبر بالوقف بالسكون وهو من أنواع الوقف المقابلة للوقف بالنقل، والوقف بالنقل لا يسمى وقفا بالسكون وبدليل قوله أيضا وإن وقفت بالروم رققت للجميع أيضا فإنه كما لا يخفى ولو عن المبتدأ في علم الوقف لا يصح تحريك ما قبل الراء بتلك الحركة المنقولة منها ولو اختلف التحريكان اخلاصا وروما نعم زعم بعض أن الحركة في الوقف بالنقل غير التي في الآخر فمعنى النقل نقل السكون للآخر ونقل حركة من خارج أي جلبها إلى ما قبل الآخر.
اللّهم ببركة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبركة السورة أخز النصارى وأهنهم واكسر شوكتهم وغلب المسلمين والموحدين عليهم صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.