التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِيۤ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ
٤
-قريش

روح المعاني

{ ٱلَّذِى أَطْعَمَهُم } بسبب تينك الرحلتين اللتين تمكنوا منهما بواسطة كونهم من جيرانه { مِن جُوعٍ } شديد كانوا فيه قبلهما وقيل أريد به القحط الذي أكلوا فيه الجيف والعظام { وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ } عظيم لا يقادر قدره وهو خوف أصحاب الفيل أو خوف التخطف في بلدهم ومسايرهم أو خوف الجذام كما أخرج ذلك ابن جرير وغيره عن ابن عباس فلا يصيبهم في بلدهم فضلاً منه تعالى كالطاعون وعنه أيضاً أنه قال أطعمهم من جوع بدعوة إبراهيم عليه السلام حيث قال { وَٱرْزُقْهُمْ مِّنَ ٱلثَّمَرَاتِ } [إبراهيم: 37] وآمنهم من خوف حيث قال إبراهيم عليه السلام { رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ آمِناً } [إبراهيم: 35].

و(من) قيل تعليلية أي أنعم عليهم وأطعمهم لإزالة الجوع عنهم ويقدر المضاف لتظهر صحة التعليل أو يقال الجوع علة باعثة ولا تقدير وقيل بدلية مثلها في قوله تعالى: { أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ } [التوبة: 38] وحكى الكرماني في «غرائب التفسير» أنه قيل في قوله تعالى: { وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ } أن الخلافة لا تكون إلا فيهم وهذا من البطلان بمكان كما لا يخفى.

وقرأ المسيبـي عن نافع (من خوف) بإخفاء النون في الخاء وحكي ذلك عن سيبويه وكذا إخفاؤها مع العين نحو من على مثلاً والله تعالى أعلم.