التفاسير

< >
عرض

وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىۤ
١٣
-طه

روح المعاني

{ وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ } أي اصطفيتك من الناس أو من قومك للنبوة والرسالة. وقرأ السلمي وابن هرمز والأعمش في رواية { وإنا } بكسر الهمزة وتشديد النون مع ألف بعدها { اخترناك } بالنون والألف، وكذا قرأ طلحة وابن أبـي ليلى وحمزة وخلف والأعمش في رواية أخرى إلا أنهم فتحوا همزة أن، وذلك بتقدير اعلم أي واعلم أنا اخترناك، وهو على ما قيل عطف على { ٱخْلَعْ } [طه: 12] ويجوز عند من قرأ { أنّى أَنَاْ رَبُّكَ } [طه: 12] بالفتح أن يكون العطف عليه سواء كان متعلقاً بنودي كما قيل أو معمولاً لاعلم مقدراً كما أختير. وجوز أبو البقاء أن يكون بتقدير اللام وهو متعلق بما بعده أي لأنا اخترناك { فَٱسْتَمِعْ } وهو كما ترى، والفاء في قوله تعالى: { فَٱسْتَمِعْ } لترتيب الأمر والمأمور به على ما قبلها فإن اختياره عليه السلام لما ذكر من موجبات الاستماع والأمر به، واللام في قوله سبحانه: { لِمَا يُوحَى } متعلقة باستمع، وجوز أن تكون متعلقة باخترناك، ورده أبو حيان بأنه يكون حينئذٍ من باب الإعمال ويجب أو يختار حينئذٍ إعادة الضمير مع الثاني بأن يقال: فاستمع له لما يوحى. وأجيب بأن المراد جواز تعلقها بكل من الفعلين على البدل لا على أنه من الإعمال. واعترض على هذا بأن قوله تعالى: { إِنَّنِى أَنَا ٱللَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلا أَنَاْ... }.