التفاسير

< >
عرض

إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ خُلُقُ ٱلأَوَّلِينَ
١٣٧
وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
١٣٨
-الشعراء

روح المعاني

وقوله تعالى: { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ خُلُقُ ٱلأَوَّلِينَ } تعليل لما أدعوه من المساواة أي ما هذا الذي جئتنا به إلا عادة الأولين يلفقون مثله ويدعون إليه أو ما هذا الذي نحن عليه من الحياة والموت إلا عادة قديمة لم يزل الناس عليها أو ما هذا الذي نحن عليه من الدين إلا عادة الأولين الذين تقدمونا من الآباء وغيرهم ونحن بهم مقتدون.

وقرأ أبو قلابة والأصمعي عن نافع { خلق } بضم الخاء وسكون اللام، والمعنى عليه كما تقدم، وقرأ عبد الله وعلقمة والحسن وأبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير والكسائي { خلق } بفتح الخاء وسكون اللام أي ما هذا إلا اختلاق الأولين وكذبهم، ويؤيد هذا المعنى ما روى علقمة عن عبد الله أنه قرأ { إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ ٱلأَوَّلِينَ } ويكون هذا كقول سائر الكفرة { { أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } [الأنعام: 25] أو ما خلقنا هذا إلا خلق الأولين نحيى كما حيوا ونموت كما ماتوا، ومرادهم إنكار البعث والحساب المفهوم من تهديدهم بالعذاب، ولعل قولهم: { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } أي على ما نحن عليه من الأعمال أصرح في ذلك.