التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
٥
-لقمان

روح المعاني

وقوله تعالى: { أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مّن رَّبّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } استئنافاً، وإذا أريد بها جميع ما يحسن من الأعمال وكان تخصيص المذكورات بالذكر لفضل اعتداد بها يكون الموصول مبتدأ وجملة { أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى } الخ خبره والكلام استئناف بذكر الصفة الموجبة للاستئهال. وقيل: إن الموصول على التقديرين صفة إلا أنه على التقدير الأول كاشفة وعلى التقدير الثاني صفة مادحة للوصف لا للموصوف، وبناء { { يُوقِنُونَ } [لقمان: 4] على { هُمْ } للتقوي، وأعيد الضمير للتأكيد ولدفع توهم كون { بِٱلأَخِرَةِ } خبراً وجبراً للفصل بين المبتدأ وخبره ولم يؤخر الفاصل للفاصلة.

وذكر بعض أجلة المفسرين في قوله تعالى أول سورة النمل: [3]: { { وَهُم بِٱلأَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } أن بناء { يُوقِنُونَ } على { هُمْ } يدل على أن مقابليهم ليسوا من اليقين في ظل ولا فىء وأن تقديم { بِـٱلأَخِرَةِ } يدل على أن ما عليه مقابلوهم ليس من الآخرة في شيء وذلك لإفادة تقديم الفاعل المعنوي وتقديم الجار على متعلقه الاختصاص فانظر هل يتسنى نحو ذلك هنا، وقد مر أول سورة البقرة ما يعلم منه وجه اختيار اسم الإشارة ووجه تكراره، وفي الآية كلام بعد لا يخفى على من راجع ما ذكروه من الكلام على ما يشبهها هناك وتأمل فراجع وتأمل.