التفاسير

< >
عرض

ذٰلِكَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
٦
-السجدة

روح المعاني

{ ذٰلِكَ } أي الذات الموصوف بتلك الصفات المقتضية للقدرة التامة والحكمة العامة { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ } أي كل ما غاب عن الخلق { وَٱلشَّهَـٰدَةِ } أي كل ما شاهده الخلق فيدبر سبحانه ذلك على وفق الحكمة، وقيل: الغيب الآخرة والشهادة الدنيا { ٱلْعَزِيزُ } الغالب على أمره { ٱلرَّحِيمِ } للعباد، وفيه إيماء بأنه عز وجل متفضل فيما يفعل جل وعلا، واسم الإشارة مبدأ والأوصاف الثلاثة بعده أخبار له، ويجوز أن يكون الأول خبراً والأخير نعتان للأول.

وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما بخفض الأوصاف الثلاثة على أن ذلك إشارة إلى الأمر مرفوع المحل على أنه فاعل { { يَعْرُجُ } [السجدة: 5] والأوصاف مجرورة على البدلية من ضمير { إِلَيْهِ } وقرأ أبو زيد النحوي بخفض الوصفين الأخيرين على أن { ذٰلِكَ } إشارة إلى الله تعالى مرفوع المحل على الابتداء و { عَـٰلِمُ } خبره والوصفان مجروران على البدلية من الضمير.