التفاسير

< >
عرض

وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ
٦٨
-يس

روح المعاني

{ وَمَن نّعَمّرْهُ } أي نطل عمره. { نُنَكّـسْهُ فِى ٱلْخَلْقِ } نقلبه فيه فلا يزال يتزايد ضعفه وانتقاص بنيته وقواه عكس ما كان عليه بدء أمره، وفيه تشبيه التنكيس المعنوي بالتنكيس الحسي واستعارة الحسي له، وعن سفيان أن التنكيس في سن ثمانين سنة، والحق أن زمان ابتداء الضعف وانتقاص البنية مختلف لاختلاف الأمزجة والعوارض كما لا يخفى. والكلام عطف على قوله تعالى: { وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا } [يس: 66] الخ عطف العلة على المعلول لأنه كالشاهد لذلك. وقرأ جمع من السبعة { نُنَكّـسْهُ } مخففاً من الإنكاس.

{ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } أي أيرون ذلك فلا يعقلون أن من قدر على ذلك يقدر على ما ذكر من الطمس والمسخ وأن عدم إيقاعهما لعدم تعلق مشيئته تعالى بهما.

وقرأ نافع وابن ذكوان وأبو عمرو في رواية عياش (تعقلون) بتاء الخطاب لجري الخطاب قبله.