التفاسير

< >
عرض

وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ
١٢٩
سَلاَمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ
١٣٠
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ
١٣١
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٣٢
-الصافات

روح المعاني

الكلام فيه كما في تظيره بيد أنه يقال هٰهنا إن إل ياسين لغة في إلياس وكثيراً ما يتصرفون في الأسماء الغير العربية. وفي "الكشاف" لعل لزيادة الياء والنون معنى في اللغة السريانية، ومن هذا الباب سيناء وسينين، واختار هذه اللغة هنا رعاية للفواصل، وقيل: هو جمع إلياس على طريق التغليب بإطلاقه على قومه وأتباعه كالمهلبين للمهلب وقومه. وضعف بما ذكر النحاة من أن العلم إذا جمع أو ثني وجب تعريفه باللام جبراً لما فاته من العلمية، ولا فرق فيه بين ما فيه تغليب وبين غيره كما صرح به ابن الحاجب في «شرح المفصل»، لكن هذا غير متفق عليه، قال ابن يعيش/ في «شرح المفصل»: يجوز استعماله نكرة بعد التثنية والجمع نحو زيدان كريمان وزيدون كريمون؛ وهو مختار الشيخ عبد القاهر وقد أشبعوا الكلام على ذلك في مفصلات كتب النحو، ثم إن هذا البحث إنما يتأتى مع من لم يجعل لام إلياس للتعريف أما من جعلها له فلا يتأتى البحث معه، وقيل: هو جمع إلياسي بياء النسبة فخفف لاجتماع الياآت في الجر والنصب كما قيل أعجمين في أعجميين وأشعرين في أشعريين، والمراد بالياسين قوم إلياس المخلصون فإنهم الأحقاء بأن ينسبوا إليه، وضعف بقلة ذلك وإلباسه بإلياس إذا جمع وإن قيل: حذف لام إلياس مزيل للإلباس، وأيضاً هو غير مناسب للسياق والسباق إذ لم يذكر آل أحد من الأنبياء.

وقرأ نافع وابن عامر ويعقوب وزيد بن علي { آل ياسين } بالإضافة، وكتب في المصحف العثماني منفصلاً ففيه نوع تأييد لهذه القراءة، وخرجت عن أن ياسين اسم أبـي إلياس ويحمل الآل على إلياس وفي الكناية عنه تفخيم له كما في آل إبراهيم عن نبينا صلى الله عليه وسلم، وجوز أن يكون الآل مقحماً على أن ياسين هو إلياس نفسه. وقيل: ياسين فيها اسم لمحمد صلى الله عليه وسلم فآل ياسين آله عليه الصلاة والسلام، أخرج ابن أبـي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أنه قال في { سَلَـٰمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ } نحن آل محمد آل ياسين، وهو ظاهر في جعل ياسين اسماً له صلى الله عليه وسلم، وقيل: هو اسم للسورة المعروفة، وقيل: اسم للقرآن فآل ياسين هذه الأمة المحمدية أو خواصها. وقيل: اسم لغير القرآن من الكتب، ولا يخفى عليك أن السياق والسباق يأبيان أكثر هذه الأقوال.

وقرأ أبو رجاء والحسن { على الياسين } بوصل الهمزة وتخريجها يعلم مما مر. وقرى ابن مسعود ومن قرأ معه فيما سبق ادريس { سلام على إدراسين } وعن قتادة { وأن إدريس } وقرأ { على إدريسين } وقرأ أبـي { على إيليس } كما قرأ { وَانْ ايليس لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } [الصافات: 123 }.