التفاسير

< >
عرض

وَٱذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَذَا ٱلْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ
٤٨

روح المعاني

{ وَٱذْكُرْ إِسْمَـٰعِيلَ } فصل ذكره عن ذكر أبيه وأخيه اعتنار بشأنه من حيث إنه لا يشرك العرب فيه غيرهم أو للإشعار بعراقته في الصبر الذي هو المقصود بالذكر { وَٱلْيَسَعَ } قال ابن جرير هو ابن أخطوب بن العجوز، وذكر أنه استخلفه إلياس على بني إسرائيل ثم استنبىء، واللام فيه زائدة لازمة لمقارنتها للوضع، ولا ينافي كونه غير عربـي فإنها قد لزمت في بعض الأعلام الأعجمية كالإسكندر فقد لحن التبريزي من قال اسكندر مجرداً له منها، والأولى عندي أنه إذا كان اسما أعجمياً وأل فيه مقارنة للوضع أن لا يقال بزيادتها فيه، وقيل هو اسم عربـي منقول من يسع مضارع وسع حكاه الجلال السيوطي في "الإتقان". وفي "القاموس" يسع كيضع اسم أعجمي أدخل عليه أل ولا تدخل على نظائره كيزيد.

وقرأ حمزة والكسائي { والليسع } بلامين والتشديد كان أصله ليس بوزن فيعل من اللسع دخل عليه أل تشبيهاً بالمنقول الذي تدخله للمح أصله، وجزم بعضهم بأنه على هذه القراءة أيضاً علم أعجمي دخل عليه اللام.

{ وَذَا ٱلْكِفْلِ } قيل هو ابن أيوب، وعن وهب أن الله تعالى بعث بعد أيوب شرف بن أيوب نبياً وسماه الكفل وأمره بالدعاء إلى توحيده وكان مقيماً بالشام عمره حتى مات وعمره خمس وسبعون سنة. وفي "العجائب" للكرماني قيل هو إلياس، وقيل هو يوشع بن نون، وقيل هو نبـي اسمه ذو الكفل، وقيل كان رجلاً صالحاً تكفل بأمور فوفى بها، وقيل هو زكريا من قوله تعالى: { { وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا } [آل عمران: 37] اهـ، وقال ابن عساكر: هو نبـي تكفل الله تعالى له في عمله بضعف عمل غيره من الأنبياء، وقيل لم يكن نبياً وإن اليسع استخلفه فتكفل له أن يصوم النهار ويقوم الليل، وقيل أن يصلي كل يوم مائة ركعة، وقيل: كان رجلاً من الصالحين كان في زمانه أربعمائة نبـي من بني إسرائيل فقتلهم ملك جبار إلا مائة منهم فروا من القتل فآواهم وأخفاهم وقام بمونتهم فسماه الله تعالى ذا الكفل، وقيل هو اليسع وأن له اسمين ويأباه ظاهر النظم { وَكُلٌّ } أي وكلهم { مّنَ ٱلاْخْيَارِ } المشهورين بالخيرية.