التفاسير

< >
عرض

ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ
٤٩
-الدخان

روح المعاني

أي ويقال أو قولوا له ذلك استهزاءً وتقريعاً على ما كان يزعمه. أخرج عبد الرزاق وغيره عن قتادة قال: لما نزلت { { خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } [الدخان: 47] قال أبو جهل: ما بين جبليها رجل أعز ولا أكرم مني، فقال الله تعالى: { ذُقْ } الخ. وأخرج الأموي في «مغازيه» عن عكرمة أن أبا جهل قال للنبـي صلى الله عليه وسلم: ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء لقد علمت أنني أمنع أهل بطحاء وأنا العزيز الكريم فقتله الله تعالى يوم بدر وأذله وعيره بكلمته { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } وروي أن اللعين قال يوماً: يا معشر قريش أخبروني ما اسمي فذكرت له ثلاثة أسماء عمر والجلاس وأبو الحكم فقال: ما أصبتم اسمي إلا أخبركم به؟ قالوا: بلى قال: اسمي العزيز الكريم فنزلت { إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ } [الدخان: 43] الآيات، وهذا ونحوه لا يدل أيضاً على تخصيص حكم الآية به فكل أثيم يدعي دعواه كذلك يوم القيامة، وقيل: المعنى ذق إنك أنت العزيز في قومك الكريم عليهم فما أغنى ذلك عنك ولم يفدك شيئاً، والذوق مستعار للإدارك.

وقرأ الحسن بن علي بن أبـي طالب رضي الله تعالى عنهما على المنبر والكسائي { أنك } بفتح الهمزة على معنى لأنك.