التفاسير

< >
عرض

قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِٱلْوَعِيدِ
٢٨

روح المعاني

{ قَالَ } استئناف مبني على سؤال نشأ مما قبله كأن قيل: فماذا قال الله تعالى؟ فقيل: قال عز وجل: { لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ } أي في موقف الحساب والجزاء إذ لا فائدة في ذلك { وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِٱلْوَعِيدِ } على الطغيان في دار الكسب في كتبـي وعلى ألسنة رسلي فلا تطمعوا في الخلاص عنه بما أنتم فيه من التعلل بالمعاذير الباطلة. والجملة حال فيها تعليل للنهي ويلاحظ معنى العلم لتحصل المقارنة التي تقتضيها الحالية أي لا تختصموا لدي عالمين أني قدمت إليكم بالوعيد حيث قلت لإبليس: { { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ } [صۤ: 85] فاتبعتموه معرضين عن الحق؛ والباء مزيدة أو معدية على أن قدم بمعنى تقدم وهو لازم يعدى بالباء، وجوز أن يكون { قَدَّمْتُ } واقعاً على قوله تعالى: { مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ }.