التفاسير

< >
عرض

فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ
٢٩
-الذاريات

روح المعاني

{ فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ } سارّة لما سمعت بشارتهم إلى بيتها وكانت في زاوية تنظر إليهم، وفي «التفسير الكبير» أنها كانت في خدمتهم فلما تكلموا مع زوجها بولادتها استحيت وأعرضت عنهم فذكر الله تعالى ذلك بلفظ الإقبال على الأهل دون الإدبار عن الملائكة، وهو إن صح مثله عن نقل وأثر لا يأباه الخطاب الآتي لأنه يقتضي الإقبال دون الإدبار إذ يكفي لصحته أن يكون بمسمع منها وإن كانت مدبرة، نعم في الكلام عليه استعارة ضدية ولا قرينة هٰهنا تصححها، وقيل: أقبلت بمعنى أخذت كما تقول أخذ يشتمني.

{ فِى صَرَّةٍ } في صيحة من الصرير قاله ابن عباس، وقال قتادة وعكرمة: صرتها رنتها، وقيل: قولها أوه، وقيل: يا ويلتى، وقيل: في شدة، وقيل: الصرة الجماعة المنضم بعضهم إلى بعض كأنهم صروا أي جمعوا في وعاء وإلى هذا ذهب ابن بحر قال: أي أقبلت في صرة من نسوة تبادرن نظراً إلى الملائكة عليهم السلام. والجار والمجرور في موضع الحال، أو المفعول به إن فسر { أَقْبَلَتِ } بأخذت قيل: إن { فِى } عليه زائدة كما في قوله:

يجرح في عراقيبها نصلي

والتقدير أخذت صيحة، وقيل: بل الجار والمجرور في موضع الخبر لأن الفعل حينئذٍ من أفعال المقاربة.

{ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا } قال مجاهد: ضربت بيدها على جبهتها وقالت: يا ويلتاه، وقيل: إنها وجدت حرارة الدم فلطمت وجهها من الحياء، وقيل: إنها لطمته تعجباً وهو فعل النساء إذا تعجبن من شيء { وَقَالَتْ عَجُوزٌ } أي أنا عجوز { عَقِيمٍ } عاقر فكيف ألد، وعقيم فعيل قيل: بمعنى فاعل أو مفعول وأصل معنى العقم اليبس.