التفاسير

< >
عرض

إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ
٢٨
-الطور

روح المعاني

{ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ } إلى آخره إشارة إلى التعظيم لأمر الله تعالى وترك العاطف بجعل الثاني بياناً للأول ادعاءاً للمبالغة في وجوب عدم انفكاك كل منهما للآخر ولا يخفى ما فيه، والذي يظهر أن هذا إشارة إلى الرجاء وترك العطف لقصد تعداد ما كانوا عليه أي إنا كنا من قبل ذلك نعبده تعالى ونسأله الوقاية.

{ إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ } أي المحسن كما يدل عليه اشتقاقه من البر بسائر مواده لأنها ترجع إلى الإحسان كبرّ في يمينه أي صدق لأن الصدق إحسان في ذاته ويلزمه الإحسان للغير، وأبرّ الله تعالى حجة أي قبله لأن القبول إحسان وزيادة، وأبرّ فلان على أصحابه أي علاهم لأنه غالباً ينشأ عن الإحسان لهم فتفسيره باللطيف كما روي عن ابن عباس، أو العالي في صفاته، أو خالق البرّ، أو الصادق فيما وعد أولياءه كما روي عن ابن جريج بعيد إلا أن يراد بعض ما صدقات، أو غايات ذلك البر. { ٱلرَّحِيمِ } الكثير الرحمة الذي إذا عبد أثاب وإذا سئل أجاب.

وقرأ أبو حيوة { ووقَـٰنا } [الطور: 27] بتشديد القاف، والحسن وأبو جعفر ونافع والكسائي { أَنَّهُ } بفتح الهمزة لتقدير لام الجر التعليلية قبلها أي لأنه.