التفاسير

< >
عرض

مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ
٨
-الطور

روح المعاني

قوله تعالى: { مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } خبر ثان لإن أو صفة { لَوَاقِعٌ } أو هو جملة معترضة، و { مِن دَافِعٍ } إما مبتدأ للظرف أو مرتفع به على الفاعلية، و { مِنْ } مزيدة للتأكيد ولا يخفى ما في الكلام من تأكيد الحكم وتقريره؛ وقد روي أن عمر رضي الله تعالى عنه قرأ من أول السورة إلى هنا فبكى ثم بكى حتى عيد من وجعه وكان عشرين يوماً، وأخرج أحمد وسعيد بن منصور وابن سعد عن جبير بن مطعم قال: قدمت المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأكلمه في أساري بدر فدفعت إليه وهو يصلي بأصحابه صلاة المغرب فسمعته يقرأ { { وَٱلطُّورِ } [الطور: 1] إلى { إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ لَوَاقِعٌ * مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } [الطور: 7-8] فكأنما صدع قلبـي، وفي رواية فأسلمت خوفاً من نزول العذاب وما كنت أظن أن أقوم من مقامي حتى يقع بـي العذاب، وهو لا يأبى أن يكون المراد الوقوع يوم القيامة.

ومن غريب ما يحكى أن شخصاً رأى مكتوباً في كفه خمس واوات فعبرت له بخير فسأل ابن سيرين فقال: تهيأ لما لايسر فقال له: من أين أخذت هذا؟ فقال: من قوله عز وجل: { { وَٱلطُّورِ } [الطور: 1] إلى { { إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ لَوَاقِعٌ } [الطور: 7] فما مضى يومان أو ثلاثة حتى أحيط بذلك الشخص.