التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا
٤٤
-النجم

روح المعاني

وعليه فهو مجاز ولا يخفى أن الحقيقة أيضاً تناسب الإماتة والإحياء لا سيما والموت يعقبه البكاء غالباً والإحياء عند الولاد الضحك وما أحسن قوله:

ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً والناس حولك يضحكون سروراً
فاجهد لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروراً

وقال مجاهد والكلبـي: { أَضْحَكَ } أهل الجنة { وَأَبْكَىٰ } أهل النار، وقيل: { أَضْحَكَ } الأرض بالنبات { وَأَبْكَىٰ } السماء بالمطر. وتقديم الضمير وتكرير الإسناد للحصر أي إنه تعالى فعل ذلك لا غيره سبحانه، وكذا في أنه هو أمات وأحيا فلا يقدر على الإماتة والإحياء غيره عز وجل، والقاتل إنما ينقض البنية الإنسانية ويفرق أجزاءها والموت الحاصل بذلك فعل الله تعالى على سبيل العادة في مثله فلا إشكال في الحصر.