التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ
٣١
وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
٣٢
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ
٣٣
-القمر

روح المعاني

{ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وٰحِدَةً } هي صيحة جبريل عليه السلام صاح صباح يوم الأحد - كما حكى المناوي عن الزمخشري - في طرف منازلهم { فَكَانُواْ } أي فصاروا { كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } أي كالشجر اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء. وفي «البحر» ((الهشيم ما تفتت من الشجر، والمحتظر الذي يعمل الحظيرة فإنه يتفتت منه حالة العمل ويتساقط أجزاء مما يعمل به، أو يكون الهشيم ما يبس من الحظيرة بطول الزمان تطؤه البهائم فيتهشم))، وتعقب هذا بأن الأظهر عليه كهشيم الحظيرة. والحظيرة الزريبة التي تصنعها العرب وأهل البوادي للمواشي والسكنى من الأغصان والشجر المورق والقصب من الحظر وهو المنع.

وقرأ الحسن وأبو حيوة وأبو السمال وأبو رجاء وعمرو بن عبيد { ٱلْمُحْتَظَرِ } بفتح الظاء على أنه اسم مكان. والمراد به الحظيرة نفسها أو هو اسم مفعول قيل: ويقدر له موصوف أي كهشيم الحائط المحتظر أو لا يقدر، على أن المحتظر الزريبة نفسها كما سمعت. وجوز أن يكون مصدراً أي كهشيم الاحتظار أي ما تفتت حالة الاحتظار.

{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءانَ لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } كما مر.

{ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ } على قياس النظير السابق.