التفاسير

< >
عرض

كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ
٤٢
-القمر

روح المعاني

وقوله تعالى: { كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا كُلِّهَا } استئناف مبني على سؤال نشأ من حكاية مجيء النذر كأنه قيل: فماذا فعل آل فرعون حينئذ؟ فقيل: كذبوا بجميع آياتنا وهي آيات الأنبياء كلهم عليهم السلام فإن تكذيب البعض تكذيب للكل، أو هي الآيات التسع. وجوز الواحدي أن يراد بالنذر نفس الآيات فقوله سبحانه: { بِـئَايَـٰتِنَا } من إقامة الظاهر مقام الضمير والأصل كذبوا بها، وزعم بعض غلاة الشيعة وهم المسمون بالكشفية في زماننا أن المراد بالآيات كلها علي كرم الله تعالى وجهه فإنه الإمام المبين المذكور في قوله تعالى: { { وَكُلَّ شىْءٍ أَحْصَيْنَـٰهُ فِى إِمَامٍ مُّبِينٍ } [يسۤ: 12] وأنه كرم الله تعالى وجهه ظهر مع موسى عليه السلام لفرعون وقومه فلم يؤمنوا وهذا من الهذيان بمكان نسأل الله تعالى العفو والعافية.

{ فَأَخَذْنَـٰهُمْ } أي آل فرعون، وزعم بعض أن ضمير { كَذَّبُواْ } وضمير (أخذناهم) عائدان على جميع من تقدم ذكره من الأمم وتم الكلام عند قوله تعالى: { { ٱلنُّذُرُ } [القمر: 41] وليس بشيء. والفاء للتفريع أي فأخذناهم وقهرناهم لأجل تكذيبهم { أَخْذَ عِزِيزٍ } لا يغالب { مُّقْتَدِرٍ }. لا يعجزه شيء. ونصب { أَخْذَ } على المصدرية لا على قصد التشبيه.