التفاسير

< >
عرض

سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ
٤٥
-القمر

روح المعاني

وقوله تعالى: { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ } رد لقولهم ذلك، والسين للتأكيد أي يهزم جمعهم البتة { وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } أي الأدبار، وقد قرىء كذلك، والإفراد لإرادة الجنس الصادق على الكثير مع رعاية الفواصل ومشاكلة القرائن، أو لأنه في تأويل يولي كل واحد منهم دبره على حدّ كسانا الأمير حلة مع الرعاية المذكورة أيضاً. وقد كان هذا يوم بدر وهو من دلائل النبوة لأن الآية مكية، وقد نزلت حيث لم يفرض جهاد ولا كان قتال ولذا قال عمر / رضي الله تعالى عنه يوم نزلت: أي جمع يهزم. أي من جموع الكفار ولم يتعرض لقتال أحد منهم، وقد تقدم الخبر. ومما أشرنا إليه يعلم أن قول الطيبـي في هذه الرواية نظر لأن همزة الإنكار في { { أَمْ يَقُولُونَ } [القمر: 44] الخ دلت على أن المنهزمين من هم ناشيء عن الغفلة عن مراد عمر رضي الله تعالى عنه.

وقرأ أبو حيوة وموسى الأسواري وأبو البرهسم ـ سَتَهْزِم الجَمْعَ ـ بفتح التاء وكسر الزاي خطاباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونصب الجمع على المفعولية، وقرأ أبو حيوة أيضاً ويعقوب ـ سَنَهْزِم ـ بالنون مفتوحة وكسر الزاي على إسناد الفعل إلى ضمير العظمة، وعن أبـي حيوة وابن أبـي عبلة { سَيَهْزِمُ } الجمع بفتح الياء مبنياً للفاعل ونصب الجمع أي سيهزم الله تعالى الجمع، وقرأ أبو حيوة وداود بن أبـي سالم عن أبـي عمرو ـ وتولون ـ بتاء الخطاب.