التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ
٥٤
-القمر

روح المعاني

{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } أي من الكفر والمعاصي، وقيل: من الكفر. { فِي جَنَّـٰتِ } عظيمة الشأن { وَنَهَرٍ } أي أنهار كذلك، والإفراد للاكتفاء باسم الجنس مراعاة للفواصل، وعن ابن عباس تفسيره بالسعة، وأنشد عليه قول لبيد بن ربيعة ـ كما في «الدر المنثور» ـ أو قيس بن الخطيم ـ كما في «البحر» ـ يصف طعنة:

ملكت بها كفي (فأنهرت) فتقها يرى قائم من دونها ما وراءها

أي أوسعت فتقها. والمراد بالسعة سعة المنازل على ما هو الظاهر، وقيل: سعة الرزق والمعيشة، وقيل: ما يعمهما. وأخرج الحكيم والترمذي في «نوادر الأصول» عن محمد بن كعب قال: { وَنَهَرٍ } أي في نور وضياء وهو على الاستعارة بتشبيه الضياء المنتشر بالماء المتدفق من منبعه، وجوز أن يكون بمعنى النهار على الحقيقة، والمراد أنهم لا ظلمة ولا ليل عندهم في الجنات.

وقرأ الأعرج ومجاهد وحميد وأبو السمال والفياض بن غزوان { وَنَهَرٍ } بسكون الهاء، وهو بمعنى { نهر } مفتوحها، وقرأ الأعمش وأبو نهيك وأبو مجلز واليمانى { ونهر } بضم النون والهاء، وهو جمع نهر المفتوح أو الساكن ـ كأسد وأسد، ورهن ورهن ـ وقيل: جمع نهار، والمراد أنهم لا ظلمة ولا ليل / عندهم كما حكى فيما مر، وقيل: قرىء بضم النون وسكون الهاء.