التفاسير

< >
عرض

وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ
٢٤
-الرحمن

روح المعاني

{ وَلَهُ ٱلْجَوَارِ } السفن جمع جارية وخصها سبحانه بأنها له وهو تعالى له ملك السمٰوات والأرض وما فيهن للإشارة إلى أن كونهم هم منشئيها لا يخرجها من ملكه عز وجل حيث كان تمام منفعتها إنما هو منه عز وجل.

وقرأ عبد الله والحسن وعبد الوارث عن أبـي عمرو ـ الجوار ـ / بإظهار الرفع على الراء لأن المحذوف لما تناسوه أعطوا ما قبل الآخر حكمه كما في قوله:

لها ثنايا أربع حسان وأربع فكلها (ثمان)

{ ٱلْمُنشَئَاتُ } أي المرفوعات الشُّرُع كما قال مجاهد من أنشأه بمعنى رفعه، وقيل: المرفوعات على الماء وليس بذاك، وكذا ما قيل المصنوعات.

وقرأ الأعمش وحمزة وزيد بن علي وطلحة وأبو بكر بخلاف عنه { المنشآت } بكسر الشين أي الرافعات الشُّرُع، أو اللاتي ينشئن الأمواج بجريهن، أو اللاتي ينشئن السير إقبالاً وإدباراً، وفي الكل مجاز، وشدد الشين ابن أبـي عبلة، وقرأ الحسن { المنشآت } وحد الصفة ودل على الجمع الموصوف كقوله تعالى: { { أَزْوٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ } [البقرة: 25] وقلب الهمزة ألفاً على حد قوله:

إن السباع (لتهدا) في مرابضها

يريد لتهدأ والتاء لتأنيث الصفة كتبت تاءاً على لفظها في الأصل.

{ فِى ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلَـٰمِ } كالجبال الشاهقة جمع علم وهو الجبل الطويل.