التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٥٧
كَأَنَّهُنَّ ٱلْيَاقُوتُ وَٱلْمَرْجَانُ
٥٨
-الرحمن

روح المعاني

وقوله تعالى: { كَأَنَّهُنَّ ٱلْيَاقُوتُ وَٱلْمَرْجَانُ } إما صفة لقاصرات الطرف، أو حال منها كالتي قبل، أي مشبهات بالياقوت والمرجان، وقول النحاس: إن الكاف في موضع رفع على الابتداء ليس بشيء كما لا يخفى، أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أنه قال في الآية: في صفاء الياقوت وبياض اللؤلؤ، وعن الحسن نحوه، وفي «البحر» عن قتادة في صفاء الياقوت وحمرة المرجان، فحمل المرجان على ما هو المعروف، وقيل: مشبهات بالياقوت في حمرة الوجه وبالمرجان أي صغار الدر في بياض البشرة وصفائها وتخصيص الصغار على ما في «الكشاف» لأنه أنصع بياضاً من الكبار، وقيل: يحسن هنا إرادة الكبار كما قيل في معناه لأنه أوفق بقوله تعالى: { { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } [الصافات: 49] فلا تغفل. وأخرج أحمد وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في «البعث والنشور» عن أبـي سعيد عن النبـي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: { كَأَنَّهُنَّ } الخ قال: ينظر إلى وجهها في خدرها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب وأنه يكون عليها سبعون ثوباً ينفذها بصره حتى يوضح سوقها من وراء ذلك. وأخرج عبد بن حميد والطبراني والبيهقي في «البعث» عن ابن مسعود قال: إن المرأة من الحور العين يرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم من تحت سبعين حلة كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء.