التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٦١
وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ
٦٢
-الرحمن

روح المعاني

وقوله تعالى: { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } مبتدأ وخبر أي ومن دون تينك الجنتين في المنزلة والقدر جنتان أخريان، قال ابن زيد والأكثرون: الأوليان للسابقين وهاتان لأصحاب اليمين، وقد أخرج ابن جرير وابن أبـي حاتم وابن مردويه عن أبـي موسى عن النبـي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: { { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ } [الرحمٰن: 46] وقوله سبحانه: { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } قال: جنتان من ذهب للمقربين وجنتان من ورق لأصحاب اليمين وقال الحسن: الأوليان للسابقين والأخريان للتابعين، وروي موقوفاً وصححه الحاكم عن أبـي موسى، وزعم بعضهم أن الأوليين للخائفين والأخريين لذرياتهم الذين ألحقوا بهم ولم أجد له مستنداً من الآثار، وحكى في «البحر» عن ابن عباس أنه قال: { وَمِن دُونِهِمَا } في القرب للمنعمين، والمؤخرتا الذكر أفضل من الأوليين، وادعى أن الصفات الآتية أمدح من الصفات السابقة ووافقه من وافقه، وسيأتي تمام الكلام في ذلك إن شاء الله تعالى.