التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٦٩
فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ
٧٠
-الرحمن

روح المعاني

وقوله تعالى: { فِيهِنَّ خَيْرٰتٌ } صفة أخرى لجنتان، أو خبر بعد خبر للمبتدأ المحذوف كالجملة التي قبلها، / ويجوز أن تكون مستأنفة والكلام في ضمير الجمع هنا كالكلام فيه في قوله تعالى: { { فِيهِنَّ قَـٰصِرٰتُ ٱلطَّرْفِ } [الرحمن: 56] و { خَيْرٰتٌ } قال أبو حيان: جمع خيرة وصف بني على فعلة من الخير كما بنوا من الشر فقالوا شرة. وقال الزمخشري: أصله خيرات بالتشديد فخفف كقوله عليه الصلاة والسلام: "هينون لينون" وليس جمع خير بمعنى أخير فإنه لا يقال فيه خيرون ولا خيرات. ولعله لأن أصل اسم التفضيل أن لا يجمع خصوصاً إذا نكر.

وقرأ بكر بن حبيب وأبو عثمان النهدي وابن مقسم { خيرٰت } بتشديد الياء وهو يؤيد أن أصله كذلك، وروي عن أبـي عمرو { خيرٰت } بفتح الياء كأنه جمع خائرة جمع على فعلة.

{ حِسَانٌ } قيل: أي حسان الخَلق والخُلق. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أنه قال في الآية: { خَيْرٰتٌ } الأخلاق { حِسَانٌ } الوجوه، وأخرج ذلك ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة مرفوعاً.