التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
٦
-المجادلة

روح المعاني

{ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهِ } منصوب بما تعلق به اللام من الاستقرار، / أو ـ بمهين ـ أو بإضمار اذكر أي اذكر ذلك اليوم تعظيماً له وتهويلاً، وقيل: منصوب بيكون مضمراً على أنه جواب لمن سأل متى يكون عذاب هؤلاء؟ فقيل له: { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ } أي يكون يوم الخ، وقيل: بالكافرين وليس بشيء. وقوله تعالى: { جَمِيعاً } حال جيء به للتأكيد، والمعنى يبعثهم الله تعالى كلهم بحيث لا يبقى منهم أحد غير مبعوث، ويجوز أن يكون حالاً غير مؤكدة أي يبعثهم مجتمعين في صعيد واحد.

{ فَيُنَبّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ } من القبائح ببيان صدورها عنهم أو بتصويرها في تلك النشأة بمايليق بها من الصور الهائلة على رؤوس الأشهاد تخجيلاً لهم وتشهيراً بحالهم وزيادة في خزيهم ونكالهم.

وقوله تعالى: { أَحْصَـٰهُ ٱللَّهُ } استئناف وقع جواباً عما نشأ مما قبله من السؤال إما عن كيفية التنبئة أو عن سببها كأنه قيل: كيف ينبئهم بأعمالهم وهي أعراض متقضية متلاشية؟ فقيل: أحصاه الله تعالى عدداً ولم يفته سبحانه منه شيء، وقوله تعالى: { وَنَسُوهُ } حينئذ حال من مفعول ـ أحصى ـ بإضمار قد أو بدونه، أو قيل: لم ينبئهم بذلك؟ فقيل: أحصاه الله تعالى ونسوه فينبئهم به ليعرفوا أن ما عاينوه من العذاب إنما حاق بهم لأجله، وفيه مزيد توبيخ وتنديم لهم غير التخجيل والتشهير.

{ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَىْء شَهِيدٌ } لا يغيب عنه أمر من الأمور أصلاً، والجملة اعتراض تذييلي مقرر لإحصائه تعالى أعمالهم.