التفاسير

< >
عرض

ٱلْحَاقَّةُ
١
-الحاقة

روح المعاني

أي الساعة أو الحالة التي يحق ويجب وقوعها أو التي تحقق وتثبت فيها الأمور الحقة من الحساب والثواب والعقاب أو التي تحق فيها الأمور أي تعرف على الحقيقة من حقه يحقه إذا عرف حقيقته وروي هذا عن ابن عباس وغيره، وإسناد الفعل لها على وجهين الأخيرين مجاز وهو حقيقة لما فيها من الأمور أو لمن فيها من أولي العلم. وفي «الكشف» كون الإسناد مجازياً إنما هو على الوجه الأخير، وأما على الوجه الثاني فيحتمل الإسناد المجازي أيضاً لأن الثبوت والوجوب لما فيها، ويحتمل أن يراد ذو الحاقة من باب تسمية الشيء باسم ما يلابسه وهذا أرجح لأن الساعة وما فيها سواء في وجوب الثبوت فيضعف قرينة الإسناد المجازي والتجوز فيه تصوير ومبالغة انتهى وبحث فيه الجلبـي بما فيه بحث فارجع إليه وتدبر.

وقال الأزهري: الحاقة القيامة من حاققته فحققته أي غالبته فغلبته فهي حاقة لأنها تحق كل محاق في دين الله تعالى بالباطل أي كل مخاصم فتغلبه. وظاهر كلامهم أنها على جميع ذلك وصف حذف موصوفه للإيذان بكمال ظهور اتصافه بهذه الصفة وجريانه مجرى الاسم. وقيل إنها على ما روي عن / ابن عباس من كونها من أسماء يوم القيامة اسم جامد لا يعتبر موصوف محذوف، وقيل هي مصدر كالعاقبة والعافية. وأياً ما كان فهي مبتدأ خبرها جملة: { مَا ٱلْحَاقَّةُ }