التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ
٣
-الحاقة

روح المعاني

وقوله تعالى: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ } أي أي شيء أعلمك ما هي؟ تأكيد لهولها وفظاعتها ببيان خروجها عن دائرة علوم المخلوقات على معنى أن عظم شأنها ومدى هولها وشدتها بحيث لا يكاد تبلغه دراية أحد ولا وهمه وكيفما قدرت حالها فهي وراء ذلك وأعظم وأعظم فلا يتسنى الإعلام، ومنه يعلم أن الاستفهام كني به عن لازمه من أنها لا تعلم ولا يصل إليها دراية دار ولا تبلغها الأوهام والأفكار.

و(ما) في موضع الرفع على الابتداء و(أَدراك) خبره ولا مساغ هٰهنا للعكس و{ مَا ٱلْحَاقَّةُ } جملة محلها النصب على إسقاط الخافض لأن أدرى يتعدى إلى المفعول الثاني بالباء كما في قوله تعالى: { { وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ } [يونس: 16] فلما وقعت جملة الاستفهام معلقة له كانت في موضع المفعول الثاني. وتعليق هذا الفعل على ما قيل لما فيه من معنى العلم. والجملة أعني { مَا أَدْرَاكَ } الخ معطوفة على ما قبلها من الجملة الصغرى.