التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ
٤٦
-الحاقة

روح المعاني

أي وتينه وهو كما قال ابن عباس نياط القلب الذي إذا انقطع مات صاحبه وعن مجاهد أنه الحبل الذي في الظهر وهو النخاع وقال الكلبـي هو عرق بين العلباء وهي عصب العنق والحلقوم وقيل عرق غليظ تصادفه شفرة الناحر ومنه قول الشماخ بن ضرار:

إذا بلغتني وحملت رحلي عرابة فاشرقي بدم الوتين

وهذا تصوير للإهلاك بأفظع ما يفعله الملوك بمن يغضبون عليه وهو أن يأخذ القتال بيمينه ويكفحه بالسيف ويضرب عنقه. وعن الحسن أن المعنى لقطعنا يمينه ثم لقطعنا وتينه عبرة ونكالاً والباء عليه زائدة وعن ابن عباس أن اليمين بمعنى القوة والمراد أخذ بعنف وشدة. وضعف بأن فيه ارتكاب مجاز من غير فائدة وأنه يفوت فيه التصوير والتفصيل والإجمال ويصير { مِنْهُ } زائداً فلا فائدة فيه.

وقرأ ذكوان وابنه محمد { وَلَوْ يَقُول } [الحاقة: 44] مضارع قال وقرىء (ولو تقول) مبنياً للمفعول فنائب الفاعل { بعض } إن كان قد قرىء مرفوعاً وإن كان قد قرىء منصوباً فهو { عَلَيْنَا }.