التفاسير

< >
عرض

فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ ٱلرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً
١٦
-المزمل

روح المعاني

{ فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ ٱلرَّسُولَ } المذكور الذي أرسلناه إليه، فالتعريف للعهد الذكري، والكاف في محل النصب على أنها صفة لمصدر محذوف على تقدير اسميتها أي إرسالاً مثل إرسالنا أو الجار والمجرور في موضع الصفة على تقدير حرفيتها أي إرسالاً كائناً كما، والمعنى أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم فعصيتموه كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصاه. وفي إعادة فرعون والرسول مظهرين تفظيع لشأن عصيانه وأن ذلك لكونه عصيان الرسول لا لكونه عصيان موسى. وفيه أن عصيان المخاطبين أفظع وأدخل في الذم إذ زاد جل وعلا لهذا الرسول وصفاً آخر أعني { شَاهِداً عَلَيْكُمْ } [المزمل: 15] وأدمج فيه أنهم لو آمنوا كانت الشهادة لهم.

وقوله تعالى: { فَأَخَذْنَـٰهُ أَخْذاً وَبِيلاً } أي ثقيلاً رديء العقبـى من قولهم كلأ وبيل وخيم لا يستمرأ لثقله، والوبيل أيضاً العصا الضخمة ومنه الوابل للمطر العظيم قطره خارج عن التشبيه جيء به لإيذان المخاطبين بأنهم مأخوذون بمثل ذلك وأشد وأشد.